سورة الشعراء - تفسير تفسير ابن الجوزي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (الشعراء)


        


قوله تعالى: {فافتح بيني وبينهم} أي: اقض بيني وبينهم قضاء، يعني: بالعذاب {ونَجِّني ومَنْ معيَ} من ذلك العذاب. والفُلْك قد تقدم بيانه. [البقرة: 164]. والمشحون: المملوء، يقال: شحنتُ الإِناء، إِذا مَلأْتَه؛ وكانت سفينة نوح قد ملئت من الناس والطير والحيوان كُلِّه، {ثم أغْرقنا بعدُ} بعد نجاة نوح ومن معه {الباقين}.


قوله تعالى: {أتبنون بكُلِّ رِيع} وقرأ عاصم الجحدري، وأبو حيوة، وابن أبي عبلة: {بكُلِّ رَيْع} بفتح الراء. قال الفراء: هما لغتان. ثم فيه ثلاثة أقوال.
أحدها: أنه المكان المرتفع؛ روى ابن أبي طلحة عن ابن عباس قال: بكل شَرَف. قال الزجاج: هو في اللغة: الموضع المرتفع من الأرض.
والثاني: أنه الطريق، رواه الضحاك عن ابن عباس، وبه قال قتادة.
والثالث: الفجُّ بين الجبلين، قاله مجاهد. والآية: العلامة.
وفيما أراد بهذا البناء ثلاثة أقوال.
أحدها: أنه أراد: تبنون مالا تسكنون، رواه عطاء عن ابن عباس؛ والمعنى أنه جعل بناءهم ما يستغنون عنه عبثاً.
والثاني: بروج الحمام، قاله سعيد بن جبير، ومجاهد.
والثالث: أنهم كانوا يبنون في المواضع المرتفعة ليُشرفوا على المارَّة، فيَسْخَروا منهم ويَعْبَثوا بهم، وهو معنى قول الضحاك.
قوله تعالى: {وتَتَّخِذون مَصَانع} فيه ثلاثة أقوال.
أحدها: قصور مشيَّدة، قاله مجاهد.
والثاني: مصانع الماء تحت الارض، قاله قتادة.
والثالث: بروج الحمام، قاله السدي.
وفي قوله: {لعلَّكم تَخْلُدون} قولان:
أحدهما: كأنَّكم تخلُدون؛ قاله ابن عباس، وأبو مالك.
والثاني: كَيْما تَخْلُدوا، قاله الفراء، وابن قتيبة. وقرأ عكرمة، والنخعي، وقتادة، وابن يعمر: {تُخْلَدون} برفع التاء وتسكين الخاء وفتح اللام مخففة. وقرأ عاصم الجحدري، وأبو حصين: {تُخَلَّدون} بفتح الخاء وتشديد اللام.
قوله تعالى: {وإِذا بَطَشْتُم بَطَشْتُم جبَّارِين} المعنى: إِذا ضربتم ضربتم بالسياط ضرب الجبَّارين، وإِذا عاقبتم قَتَلتم؛ وإِنما أنكر عليهم ذلك، لأنه صدر عن ظلم، إِذ لو ضَربوا بالسيف أو بالسوط في حَقٍّ ماليموا.
وفي قوله: {عذابَ يوم عظيم} قولان:
أحدهما: ما عذِّبوا به في الدنيا.
والثاني: عذاب جهنم.


قوله تعالى: {إِنْ هذا إِلا خُلُق الأوَّلين} قرأ ابن كثير، وأبو عمرو، والكسائي: {خَلْق} بفتح الخاء وتسكين اللام؛ قال ابن قتيبة: أرادوا اختلاقهم وكذبهم، يقال: خَلَقتُ الحديثَ واختلقتُه، أي: افتعلته، قال الفراء: والعرب تقول للخُرافات: أحاديثُ الخَلْق. وقرأ عاصم، وأبو عمرو، وحمزة، وخلف، ونافع: {خُلُق الأولين} بضم الخاء واللام. وقرأ ابن عباس، وعكرمة، وعاصم الجحدري: {خُلْق} برفع الخاء وتسكين اللام؛ والمعنى: عادتهم وشأنهم. قال قتادة: قالوا له: هكذا كان الناس يعيشون ما عاشوا، ثم يموتون، ولا بعث لهم ولا حساب.
قوله تعالى: {وما نحن بمعذَّبين} أي: على ما نفعله في الدنيا.

1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8